روايتان متضاربتان، الأولى للمضروب يؤكد فيها أنه تلقى ضربة تم
إفشالها، والثانية للضارب يقول أنه أصاب عشرين هدفاً في الصميم الإيراني!.
ستبقى الحقيقه غائبة على مدار أيام، لكنها لابد ان تظهر لاحقاً،
وإلى ذلك الحين لابد أن نعلم أن لكلا الراويين خلفية وأهداف لما يقدمه من رواية.
- طهران
بروايتها التي تهوّن من قوة الضربة وتعتبرها فاشله تمهيداً لإعفاء نفسها من تعهد
الرد الذي ظلت تردده اعلامياً طوال الفترة الماضية.
- الكيان
يسوّق لضربة ناجحة؛ ظهر فيها قادته كابطال الأفلام الهوليودية التي تسوق للأمريكي
كبطل خارق، وهم يقودون حملة جوية من مائة طائرة، تمهيداً لإعادة صورة الكيان إلى
الاذهان كقوة متفوقة تملك زمام الردع، بعد أن اهتزت هذه الصورة منذ السابع من
أكتوبر وتهاوت.
اين الحقيقة؟
- لابد
أن نستحضر في أذهاننا ونحن نحاول البحث عن الحقيقة، التنسيق الإيراني مع الجانب
الأمريكي حين ردت طهران على اغتيال سيلماني، بقصف مواقع عسكرية أمريكية في العراق،
وعمدت إلى إحاطة وانشطن بتوقيت ومكان الضربة قبل ساعة من تنفيذها، لتنتهي المواجهة
بادعاء أخذ الثأر، وتمرير الجانب الأمريكي للحدث ضمن اتفاق جرى من تحت الطاولة.
- المشهد
والظرف السياسي يكاد يكون متشابها إلى حد التطابق، الكيان ماكان ليمرر ضربة (الوعد
الصادق 2) دون رد، لاعتبارات تتعلق باجندات داخلية، وبصورة الردع التي أشرت اليها
آنفاً؛ وفي ذات الوقت لا يريد ان ينجر لحرب شاملة هو غير مستعد لفصولها بعد ان
انهك جيشه في مستنقع طوفان الأقصى.
- إيران
الحريصة على أن لا تدخل حربة شاملة، قد تكلفها برنامجها النووي بالكامل وهو لما
يكتمل بعد، ولن تكون منشائتها الاقتصادية بمنأى عن البطش الأمريكي إذا ما وقعت،
حريصة على ان تغلق ملف الانتقام المتبادل، مع الحفاظ على صورتها في الإقليم.
- بناء
على ما تقدم لايمكن استبعاد سيناريو الرعاية الأمريكية لسياقات المواجهة، وضبط
إيقاعها بما لا يضطرها لخوض حرب جديدة بالشرق الأوسط دفاعا عن الكيان، لا احد قادر
على وضع سقف زمني لها، فيما تترقب الصين مجريات الاحداث وهي تتربص لتغيير الوقائع
على الأرض في أعالي البحار حيث الهيمنة الأمريكية المطلقة الآيلة للتراجع.
السياق العسكري
- كل
المؤشرات الميدانية تؤكد أن الطائرات المائة لم تدخل المجال الجوي الإيراني، لذلك
المرجح ان يكون الهجوم تم من خارج الاجواء الإيرانية عبر أجواء العراق وسورية، ففي
19 ابريل 2024 قصفت طائرة للكيان من الاجواء العراقية هدفاً في مدينة أصفهان
الإيرانية ردا على هجوم (الوعد الصادق 1).
- يمنع
الكيان من اختراق الأجواء الإيرانية هو العدد الكبير للطائرات المهاجمة، ومهما
تفوقت قدرات هذه الطائرات تبقى احتمالية سقوط احداها قائمة في العلوم العسكرية،
وإذا ما حدث مثل هذا السيناريو فستحل مصيبة على راس قادة الكيان، وستكون آخر حجر
ينهار في اسطورة الردع والجيش الذي لايهزم.
- تم
الضرب من من خارج مديات الدفاعات الإيرانية حيث سماء العراق وسوريا المستباحان،
وتشير معلومات أولية إلى أنه تم ضرب بعض الدفاعات الجوية في طريق الطائرات المهاجة
في كل البلدين.
- من
الناحية السوقية العسكرية؛ إذا أراد الكيان اختراق الأجواء الإيرانية بهذا العدد
الكبير من الطائرات فعليه أولا تدمير كافة الدفاعات الجوية الإيرانية وهذا امر لم
يقع، لذلك نرجح سيناريو الضرب من خارج الأجواء الإيرانية.