JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
المدونة الشخصية
Black Modern Vlogger YouTube Banner بواسطة hikmet2023 istanbul
الصفحة الرئيسية

وصفة لمعالجة الحسد مُفني حسنات النفس المؤمنة

 



شاءت إرادة الله جل في علاه أن يخلق الناس متفاوتين في حظوظ الدنيا، يقول سبحانه:

{نحن قسـمنـا بينهـم معيشتهــم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضــهم بعضـــاً سخرياـــً ورحمة ربك خير مما يجمعون}.

وهذا التفاوت الكوني ماض إلى يوم القيامة، فأقوام بسط الله لهم في الرزق، وآخرون أرزاقهم مُقترة، والبعض منا يلامس الرمال فتستحيل ذهباً، والبعض الآخر يخطط ويدبر ويتخذ الأسباب، وكلما دخل في مشروع خرج بخفي حنين.

بعض الناس من الله عليهم بالصحة والقوة والشباب الدائم، والبعض فتح عينه على الدنيا على أشكالٍ شتى من الاوجاع والاسقام والامراض.

وآخرون أفاء الله عليهم بالقبول الحسن عند الناس، والحظوة في قلوب الخلق، وغيرهم يبذل الوسع في التبسط للناس وحسن الخلق، فلا يحصل منهم إلا على الحد الأدنى من القبول والحضور والحبور.

وهكذا تَفَكر معي وتذكر؛ ألف الف باب من أبواب التفاوت بين الناس في الأموال والأولاد، والصحة والجاه، والعلم والوظائف، والحظِ والحُظوة مما مضت فيه سنة التفاوت بين العباد، وكثير من هذا التفاوت يقع دون أن يجد له الناس سبب أو علة.

 
وهذا باب عظيم من أبواب البلاء، وفتنة أوقع في حبائلها الشيطان خلق كثير، ولعل من أعظم ما يفتن به الإنسان المؤمن (الحسد) الذي اسميته محرقة الحسنات لعظم الجرم وأثره في الدنيا والآخرة.

 والحسد شعور فطري جبل عليه الإنسان، لا ينجوا منه المؤمن بامتيازٍ عن من سواه، فهو فطرة إنسانية قال تعالى:

{وجعلنا بعضكم لبعضٍ فتنة أتصبرون}.

وقد ورد في الأثر أن (كل ذي نعمة محسود) وأفضل وسيلة للتغلب على هذا الشعور الفطري إذا ما وقعت عين الواحد منا على نعمة لأخ له لا تتوفر عنده، أن يباشر في التو واللحظة بالتبريك لأخيه، ثم يبادر بالدعاء له بأن يزيده الله له فيما عنده ويكثر له من فضله في عين ذات النعمة التي تحركت فيها مشاعر الحسد.

 ومن التجربة فإن من يعمد إلى هذا التكتيك في التغلب على وساوس الشيطان، يبدله الله تعالى في قلبه سكينة عظيمة، وإحساساً لا يمكن أن تصفه الكلمات بالرضى، وطمأنينة تستقر معها الروح ويمتلئ القلب فيها بالرضى، ثم يحصل له بالدعاء لأخيه بركة تأمين الملائكة وقولها (ولك بمثل ذلك) كما ورد في الحديث الصحيح.

 وهنا لابد أن اشير إلى أنه لا ينبغي إنكار وقوع الحسد في نفس المؤمن، على اعتبار ان ذلك يتناقض مع مسلمات الإيمان، فهو شعور فطري لا ينجو منه إنسان، فقد وقع الحسد بأبشع صوره في زمن النبي صلى الله عليه وسلم حيث العصر الخيري الأول، إذ يحكى أن الصحابي سهل بن حنيف كان يغتسل وكان رجلا حسن الظهر، فرآه عامر بن ربيعة فحسده على ما كان فيه من عافية، فصرع الرجل على الفور، (فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل له: يا رسول الله، هل لك في سهل بن حنيف؛ واللهِ ما يرفع رأسه؟ فقال: هل تتهمون له أحدا؟ قالوا: نتهم عامرن ربيعة، قال: فدعا رسول الله صلَّى الله عليه وسلم عامرا، فتَغلَّظَ عليه، وقال: عَلامَ يقتل أَحدكم أخاه؟! أَلا بركت! اغتسل له، فغسل له عامر وجهه ويديه، ومِرفقيه وركبتيه، وأطراف رجليه، وداخلة إِزارِه في قدح، َثم صب عليه، فراح مع الناس ليس به باس) صحيح.

 وأخطر ما في هذا الحديث من وجهة نظري قول النبي صلى الله عليه وسلم (عَلامَ يقتل أَحدكم أَخاه) فقد يحسد الواحد منا شخصا عن قصد أو غير قصد، فيتسبب بقتله فيأتي يوم القيامة ليفاجئ بين يدي الله أنه قاتل، لعمري هذه أعظم مصيبة يمكن أن تحل بالفتى إذا هو لم يراقب نفسه وينتصر على أحاسيسه الفطرية.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة