JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
المدونة الشخصية
Black Modern Vlogger YouTube Banner بواسطة hikmet2023 istanbul
الصفحة الرئيسية

مشاهدة الأفلام الإباحية مرض تتجاوز خطورته إدمان الكحول والمخدرات

 



تنتشر ظاهرة مشاهدة الأفلام الإباحية بشكل سريع في العالم، بحسب ما تُظهر أرقام وتقارير إعلامية.

وتشير الدراسات العلمية إلى أن الظاهرة تنتشر عند الذكور والإناث على حد سواء خصوصاً في صفوف المراهقين، بسبب طبيعة الإنسان في هذه المرحلة التي تدفعه إلى محاولة التعرف واكتشاف المجهول، إلا أن متابعة المواقع الإباحية قد تستمر عند الشخص ولا تتوقف عند عمر معين بل تتحول إلى مظهر من مظاهر الإدمان، الذي يترك أثراً نفسياً واجتماعياً عميقاً يتعدى في خطورته إدمان الكحول والمخدرات، كما اثبتت ذلك أستاذة علم النفس والأعصاب بجامعة "كامبريدج" البريطانية، فاليري فون، في دراسة نشرتها شبكة "بي بي سي" البريطانية.

المشاهدة تقود للإدمان

العديد من الدراسات العلمية التي صدرت خلال الأعوام العشرة الماضية أثبتت أن مشاهدة الأفلام الإباحية تؤدي إلى الإدمان، وتتسبب بخلل في عمل وظائف الدماغ.

ولفهم كيفية حصول الإدمان علمياً، توجهنا الى الدكتور محمد منصور، استاذ علم النفس وسألناه عن ذلك، فقال: إن "دماغ الإنسان يفرز مواد؛ (التستيرون) و(الدوبامين) و(الأكسيتوسين) خلال فترة الاستثارة الجنسية، وهي تُفرز -بقدرة الله- بمقادير متوازنة تتناسب مع عمل وظائف جسم الإنسان، وعند مشاهدة الأفلام الإباحية، يزداد هذا الإفراز عن حده الطبيعي، ويشكل فيضاناً يجتاح الدماغ مما يسبب إرهاقاً لأنظمة عمله ويشوش عمليات التذكر والتعلم، وقد يتلف جزءاً مهماً من خلايا الدماغ".

وأضاف: أن "إفراز مادة (الدوبامين) بكثرة أثناء المشاهدة، يؤدي إلى إرهاق الدماغ وبخاصة المنطقة الأمامية منه، وهذه المنطقة مهمة في اتخاذ القرار، ويحصل عند استمرار إفرازها بغزارة للإنسان ثلاثة أشياء؛ الأول عدم الشعور بالمتعة في الحالات الطبيعية لأن الدماغ تعود على إفراز كمية كبيرة للشعور بالسعادة، الأمر الثاني الحساسية المفرطة تجاه أي صورة أو مقطع جنسي، بحيث ينساق الشخص إلى المشاهدة بقوة، الأمر الثالث فقدان القدرة على والتحكم بالإرادة".

 وأشار منصور، إلى أن "مادة (الدوبامين) ضرورية لنشعر بالسعادة، وعندما يدمن الدماغ على مشاهدة المناظر الجنسية يُكثر من إفرازها، وبعد فترة من الزمن تصاب الخلايا التي تفرزها بالإرهاق ويقل إفرازها وتضمر تدريجياً، مما يجعل الإنسان لا يشعر بالسعادة كما كان الحال عند بدء المشاهدة، ويبدأ بالبحث عن وسائل أشد إثارة، تماماً كما يحصل مع مدمن المخدرات، وبالتالي يزداد الضرر ويزداد تلف خلايا الدماغ، ويدخل الشخص أطوار من الاكتئاب بسبب عدم تحقيق الرغبة".

كيفية التخلص من الإدمان

التخلص من الإدمان على مشاهدة الأفلام الإباحية ليس أمراً مستحيلاً، فعقل الإنسان قابل للتدريب وإعادة البرمجة، كما يحصل في عملية "فورمات" الحاسوب الذي يصاب "الوندوز" فيه بخلل برمجي، بحسب المشرف التربوي، والباحث الاجتماعي العراقي رياض العبيدي.

العبيدي قال: إن "دراسة بريطانية أجريت عام 2016 أثبتت أن التخلي عن الإدمان سهل عبر مجموعة إجراءات يقدم عليها الإنسان بمساعدة مستشار نفسي أو اجتماعي" مشيراً إلى أن "الدراسة التي أجريت على 200 شخص أظهرت أن من يترك الإدمان يتحول إلى شخص جديد بقدرات ومهارات اجتماعية أفضل من أقرانه، ومنها أنه يصبح قادر اتخاذ القرارات الصعبة والمخاطرة المحسوبة، ويصبح اجتماعي أكثر وقادر على السيطرة على نفسه بقوة".

وينصح العبيدي بخطوات عملية للتخلص من الإدمان، منها: "الاختلاط الاجتماعي وممارسة الرياضة، والحصول على مساعدة من طبيب نفسي أو متخصص اجتماعي أو شخص صاحب عقل وحكمة، وإجراء عملية تنظيف للهاتف المحمول أو الجهاز اللوحي والحاسوب من كل شيء له علاقة بالمواقع الإباحية، وتحميل برنامج يعمل على حجب المواقع الإباحية بشكل آلي".   

صناعة الأفلام الإباحية

لابد من الإشارة إلى أن إنتاج المواد الإباحية تحول إلى صناعة تدر المليارات حول العالم، وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية رائدة هذه الصناعة في العالم، حيث واجهت هذه الصناعة في فترة الخمسينات مشاكل واعتراضات كثيرة، ويعتبر صدور مجلة "بلي بوي" التي تأسست عام 1953 أمريكا.

وتعتبر سبعينات القرن العشرين الفترة الذهبية لانتشار الإباحية بعد قرار المحكمة العليا في الولايات المتحدة الذي قضى بإسقاط العقوبات التي كانت توجه بتهمة الفاحشة في القانون.

وانتشرت الإباحية بشكل أوسع خلال العقدين الماضيين بفضل تطور وسائل الإعلام، ومع انتشار أجهزة وشرائط الفيديو المنزلية في الثمانينات، زادت هذه التجارة بصورة كبيرة، ومع بداية التسعينات، ظهرت شبكة المعلومات الدولية الإنترنت، فساهمت في نشر آلاف المواقع الإباحية، وتحولت الصناعة إلى التسويق عبر الشبكة.

وتبلغ قيمة صناعة الأفلام الإباحية اليوم، قرابة 15 مليار دولار سنوياً، وتتوسع بين فئة الشباب على وجه التحديد عاماً بعد عام، وفي عام 2016 زار 64 مليون شخصاً موقعاً إباحياً واحداً بشكل يومي، وفي عام 2017، قفز العدد إلى 81 مليون شخص شاهدوا قرابة 4 مليارات ساعة من هذه الأفلام؛ ويمثل 60% ممن زوار هذه المواقع شباباً أقل من سن 20 سنة، بحسب تقرير نشرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية بعددها الصادر، في 12 إبريل 2018.

ويقول مؤلف كتاب دماغك تحت تأثير الإباحية، غاري ولسون، إن الدراسات أثبتت أنه في عام 2008 شاهد في أمريكا 14.4% من المراهقين أفلاماً إباحية قبل سن 13، وارتفعت النسبة إلى 48.7% عام 2011، وبلغت عام 2017، حوالي 69% من الذكور و23% من الإناث.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة