تعتبر السياحة واحدة من ركائز رؤية السعودية 2030، خطة ما بعد النفط
للمملكة، والتي تم الإعلان عنها في 25 أبريل/نيسان 2016، والتي تسعى إلى تنويع
الموارد الاقتصادية، وتقليل الاعتماد على النفط، لتكون السياحة من أهم روافد هذه
الرؤية.
مميزات المناخ
تمتاز السعودية بتنوع المناخ فيها، ويتوفر فيها العديد من المعالم
الأثرية، إلى جانب البيئة الصحراوية، والمرتفعات الجبلية، والأودية السهلية، وبين
الخليج العربي والبحر الأحمر ثمة جزر طبيعية تمتاز بالجمال الساحر، والبراءة التي
لم تدنّسها ملوّثات البشر، ومن هذه الجزر "جزر البِرك" التابعة لمحافظة
البرك على ساحل البحر الأحمر غرب منطقة عسير، إذ تمتلك طبيعة بكراً جذبت هواة
السياحة البحرية والصيد إلى شواطئها؛ نظراً لما وهبها الله من طبيعة ساحرة وتنوّع
بيئي مختلف عن غيرها من الجزر القابعة على سطح البحر الأحمر.
وتظهر مقاطع مصورة نشرها نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي
"يوتيوب" جانباً من الجمال الخلاب لتلك الجزر، حيث تظهر التنوع
الحيواني، من خلال متابعة حركة الدلافين، والثعابين البحرية، والأسماك، والمرجان
البحري، إلى جانب الهدوء والسكينة اللذين تمتاز بهما المنطقة، ونقاء المياه
البحرية.
سياح سعوديون نشروا مقاطع مصورة تظهر الشعب المرجانية في الحيد
البحري بكثافة عالية، وصفاء أخاذ، وبيئة بحرية تضم لفيفاً من التنوع السمكي
والحيواني البحري، الذي قد يظهر وجود أنواع نادرة من تلك الحيوانات التي يهددها
الانقراض في أرجاء مختلفة من العالم.
وتظهر صور نشرتها وكالة الأنباء السعودية (واس) ما تتمتع به الجزر من
مقومات طبيعية تؤهّلها لأن تكون من أبرز الأماكن السياحية، علاوة على ذلك تميزها
بالرمال البيضاء لشواطئها، والشعب المرجانية المتغلغلة في أعماقها، بجانب أشجار
متنوعة لا يزيد ارتفاعها على متر تقريباً، تدعى "المنغروف"، وجزر أخرى
ذات طابع صخري، رسمت فيها عوامل التعرية والأمواج البحرية لوحات فنية جميلة.
محافظة البرك
البرك هي إحدى محافظات منطقة عسير، على طريق الساحل الغربي جنوب غربي
السعودية، تقع ضمن إقليم تهامة على ساحل البحر الأحمر، وتقع ضمنها حرة البرك، التي
سميت قديماً حرة كنانة، ثم حرة بني هلال.
وتضم مجموعة جزر تسمى حصر، وموقط، وماركا، وقطوع، وجبل ذهبان، وأم
القشع.
محمد الهلالي، أحد أبناء محافظة البرك المختصين في مهنة الصيد
البحري، قال: "المساحات والمسافات التي يقطعها السائح إلى الجزر تتفاوت،
فأقربها لشواطئ المحافظة جزيرة حصر، التي تبلغ مساحتها نحو 3 كيلومترات مربعة،
وتبعد عن الساحل نحو ميل بحري، وتكثر بها أشجار المنغروف، أو ما يسمى لدى العامة
بالأشرير، وتعيش فيها أنواع متعددة من الطيور البحرية، والحمام البري".
وأشار الهلالي إلى أن "من أبرز الطيور التي تشتهر بها الجزيرة
ما يسمى بالهلالي، والنورس، والفلامنغو، وطائر البحثة، وهي من الطيور التي تضع
بيضها في أخاديد داخل الأرض في مواسم معيّنة خلال فصل الصيف؛ ما جعل أهالي البرك
يستمتعون خلال رحلاتهم في البحث عن بيض البحثة، واستخراجها من وسط الأخاديد،
واعتبار ذلك من أبرز مهارات الصيد".
يمكن الوصول إلى الجزيرة مشياً على الأقدام خلال أوقات "الجزر
البحري"، عبر مكان يسمّى العرق، يقع في الناحية الشرقية للجزيرة، وهو السبيل.
جزيرة ذهبان
ومن جزرها كذلك ما تعرف باسم جبل ذهبان، وتبعد عن الساحل 10 أميال
بحرية، وتشتهر بوجود العديد من الأبنية القديمة في ناحيتها الشرقية، بقي منها
أساسات حجرية، ويروى أنها كانت مأهولة بالسكان في فترة زمنية ماضية.
جزيرة حضارة، أو ما يطلق عليها بحسب عرف الصيادين جزيرة موقط، تبعد
15 ميلاً بحرياً باتجاه شمال غرب محافظة البرك، وهي جزيرة رملية، تحتوي أنواعاً
متعددة من الطيور البحرية؛ مثل النورس والبجع، إضافة إلى وجود مجموعات من حيوانات
الدلفين، وتحيط بها شعب مرجانية غنية بالأسماك أشهرها الناجل، وتعتبر من أشهر
الأماكن التي يقصدها الصيادون لصيد الأسماك.
وكان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث السعودي، قد كشف خلال ملتقى
السفر والاستثمار السياحي السعودي 2017، في مارس/آذار الماضي، عن تحقيق قطاع
السياحة السعودي طفرة نوعية، ونمواً بلغ نسبة 300%، مشيراً إلى الارتفاع الكبير
لإسهام السياحة الوطنية في الناتج المحلي الإجمالي كأحد أكثر القطاعات الاقتصادية
غير النفطية نمواً، حيث ارتفعت الإيرادات السياحية من 57.3 مليار ريال في عام
2004، ووصلت إلى 166.8 مليار ريال في نهاية 2016.