JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
المدونة الشخصية
Black Modern Vlogger YouTube Banner بواسطة hikmet2023 istanbul
الصفحة الرئيسية

بغداد تشهد حراكاً دبلوماسياً لاستيعاب تداعيات مقتل سليماني



لاتزال عملية اغتيال رئيس فيلق القدس الإيراني اللواء قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، في عملية أمريكية خاصة بمطار بغداد الدولي، تتفاعل على الصعيد الدولي والمحلي فيما تسعى دول الإقليم لاستيعاب الصدمات الارتدادية للزلزال الذي أحدثه الاغتيال.

دخول واشنطن وطهران في مواجهة مفتوحة يثير المخاوف الدولية والقلق الإقليمي، بسبب آثار وتداعيات مثل هذه المواجهة على السلم الدولي، وعلى الوضع الاقتصادي الهش في العالم، وحالة عدم الاستقرار التي تميز الشرق الأوسط وتجعل منه برميل بارود قابل للانفجار.

وساطة قطرية

هذه المستجدات وضعت حكومة تصريف الأعمال العراقية الطرف الأضعف في المعدلة الإقليمية بموقف حرج، حيث يطالبها قادة الفصائل المسلحة الموالية لإيران والمنضوية تحت لواء هيئة الحشد الشعبي بالثأر؛ وأقله من وجهة نظرهم إخراج القوات الأمريكية من العراق، وهو ما ترجم على شكل قرار اصدره البرلمان العراقي في، 5 يناير/ كانون الثاني الجاري، يلزم الحكومة بالعمل على إنهاء وجود أي قوات أجنبية على الأرض العراقية خلال جلسة استثنائية.

وهو الأمر الذي أغضب الولايات المتحدة التي لا تريد ترك العراق بهذه السهولة، وهددت بفرض عقوبات اقتصادية على بغداد في حال شرعت باتخاذ خطوات فعلية لإخراج قواتها من البلاد، وهو ما ينذر بانهيار الاقتصاد العراقي.

الدبلوماسية القطرية المعروفة بأنها متخصصة في المنطقة بعمليات إطفاء الحرائق، وتستعين بها الأطراف الدولية في المنطقة للتوسط في الأزمات، دخلت على خط الأزمة؛ حيث شهدت بغداد زيارة مفاجئة لوزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الأربعاء 14 يناير/ كانون الثاني الجاري، وعكس تعليق وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم على الزيارة أهميتها حيث قال: إنها "زيارة مهمة في توقيت حرج".

 وتأتي أهمية الزيارة بسبب سعي واشنطن الحثيث لتهدئة الأوضاع في المنطقة، واحتواء تداعيات اغتيال سليماني فيما يتجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لخوض غمار سباق الانتخابات الرئاسية للفوز بفترة ثانية، لذلك تضغط إدارته لإعادة العراق إلى موقف الحياد الذي أعلنته الحكومة قبل عملية الاغتيال، ويمكن اعتبار الدور القطري محوري في عقلنة صانع القرار في بغداد، فيما تضغط إيران بالاتجاه المعاكس لتصعيد لهجة التحدي وهو ما يبرز في خطاب الفصائل الموالية لها.

وسريعاً جاءت آثار زيارة آل ثاني إلى العراق، حيث أكدت الرئاسات العراقية الثلاث (الجمهورية والحكومة والبرلمان)، على مراعاة مصالح العراق وأمنه السياسي والمالي، وقالت في بيان: إن "رئاسات الجمهورية والبرلمان والوزراء اجتمعت في قصر السلام مساء الاربعاء من أجل بحث آخر المستجدات السياسية والأمنية".

وأضاف البيان: "المجتمعون اتفقوا على مواصلة مبدأ مراعاة مصالح العراق وأمنه السياسي والمالي في الموقف الوطني المتوازن من الأزمات الاقليمية والدولية المحيطة بالعراق، وبما ينأى به عن الصراعات، والتأكيد على التهدئة وضبط النفس ومنع التصعيد".

واوضحت الرئاسات الثلاث: أنه "تم التأكيد على أهمية الإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة وتلبية متطلبات الإصلاح في مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والخدمية، بما يحفظ سيادة العراق وأمن العراقيين من تحديات الإرهاب حتى تحقيق النصر الناجز".

وما يؤكد أن التحرك القطري تجاه بغداد جاء في إطار تهدئة الأوضاع في المنطقة، تصريح الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني، شقيق أمير قطر، عبر موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، حيث قال في تغريدة الخميس 16 يناير/ كانون الثاني: "تقوم دولة قطر بدور الوساطة لقيادة المنطقة إلى السلام بعدما اشتبكت المصالح وتضاربت المشاريع الإقليمية والدولية.. الجميع يثق في قدرة الدوحة على تقريب وجهات النظر بين العواصم المتخاصمة وإطفاء الحرائق التي أشعلتها أخطاء متراكمة..".

تغريدة 1

ولابد من الإشارة في هذا السياق؛ إلى زيارة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى إيران وهي الأولى له منذ توليه منصبه عام 2013، وقد حضي الأمير الشاب باستقبال رسمي حافل كان على رأسه الرئيس الإيراني حسن روحاني، وتعكس الحفاوة حجم التعويل الإيراني على المواقف القطرية، وهو ما أشار إليه الشيخ جوعان في تغريدة علق فيها على الزيارة أشار فيها إلى البعد الجيوسياسي الذي تحمله.

تغريدة 2

الأذرع الإيرانية تُصعّد

وفيما تسعى الأطراف الرسمية في الحكومة العراقية لاحتواء تداعيات الأزمة، وتجنيب البلاد مخاطر العقوبات الأمريكية، تصعد الأذرع الإيرانية لهجة التهديد والوعيد تجاه واشنطن، وهو ماينذر بفصام قد يتحول إلى ازدواجية داخل الدولة، ينذر بمواجهة سياسية قد تتطور إلى عسكرية، بحسب مراقبين.

حيث قال حزب الله العراق في بيان: "لقد تضاعفت انتهاكات القوّات الغازية وجرائمها، وازداد تجبرها على أرض المقدسات مع زيادة أعدادها، وإصرارها على تحدي إرادة الشعب العراقي، برفضِها الامتثال لقرار مجلسِ النواب بسحبِ قواتها من العراق، وبات جليا أنها لا تحترم إرادة الشعب، ولا تقيم وزناً للقوانين الدولية، وبدل أن ترعوي تعالت خطاباتها العدائية التي تنم عن العنجهية، والصلف، والتعالي على الشعوب في محاولة بائسة لكسر إرادة الشعب العراقي وابتزازه".

وأضاف البيان: "لدى شعبنا الأبي خيارات عدة أمام هذا التحدي، منها الخوض في صفحةٍ جديدةٍ من المنازلة، وهي الاستعداد لثورة شعبية موحدة لمواجهة الاحتلال الأميركي الغاشم، نثبت فيها للعالم الذي عليه أن يراقب ويشاهد كيف سيتعامل أبناء علي والحسين، وأبناء العراق من الشمال إلى الجنوب مع جرائم وانتهاكات أراذل الأرض وشياطينها، وكيف ستكون هذه الثورة الشعبية درساً جديداً من دروس العزة والإباء لكل شعوب العالم".

ويتوقع محللون أن الحديث عن انتفاضة شعبية في البيان؛ يمكن أن يكون مؤشراً على شكل التصعيد الذي تخطط له الأطراف الشيعية في الأيام القادمة، والذي سيحول مسار الرد العسكري الذي لطالما تحدثت عنه هذه الأطراف؛ إلى الرد الشعبي عبر تسيير المظاهرات والاحتجاجات، وقد تتحول إلى اعتصامات تحاصر فيها جموع من الجماهير القواعد والمعسكرات الأمريكية.


تقرير نشر في موقع نون بوست 

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة